الأحد .. عملية ال 6 بانص

جلست ارهف سمعي ناحية باب الشقة في انتظار أن يدق الباب في أي لحظة .. بينما صوت دقات الساعة يقطع صمت وسكون الليل .. وفجأة .. سمعت صوت تنقير خفيف علي الباب .. جريت مسرعا وفتحته فوجدت محمود أخي ملفوف بالسواد .. بالطو إسود .. نظارة سوداء .. قبعة سوداء .. شراب إسود .. وبخطين من فوق .. هتفت : ادخل بسرعة .. إيه الأخبار ؟؟

أجاب : العملية في النملية .. ثم ربت علي جيب البالطو في ثقة وقال : والكتاكيت في العشة

رددت : علي كام؟ قالي : علي 100 جنية .. هتفت : ابن الـ... أمال لو كانت كامه أصلي كان خد كام؟؟ المهم المهم تعالي جوه قبل ما حد يصحي ..

دخلنا واغلقنا باب الحجرة علينا .. ووضع محمود الكامه في الجهاز .. وبدأ العرض .. وفجأه .. دخل علينا أخي الأكبر خالد .. و ..... الحقي يا مامااااااا .. تعالي .. شوفي عيالك بيعملوا اية .. ودخلت أمي علينا وانطلق صراخها الحياني في انحاء الشقة .. يالهوى ى ى ى ى ى .. الحقني يا أبو خالد .. تعالي شوف العيال اللي تعبنا في تربيتهم .. وأنا احاول تهدئتها بشتي الطرق .. وياما عيب .. وياما خلاص .. ياأما بلااش فضايح .. طب اسكتي واجيب لك العيش بكره .. طب هاروح اجيب لك التموين .. لكن بتتكلم في مين .. وهي زي ماتكون ما صدقت ..

ثم ظهر أبي علي مسرح الأحداث .. فتقدم محمود ناحيته في ثبات .. ثن قال: احمد مالهوش دعوة .. والحاجة دي بتاعتي أنا .. وأنا علي استعداد لتحمل المسئولية كاملة .. وكلن أبي رفع يده عاليا .. و هووووب .. طااااخ .. ولم نجد محمود .. لقينا شبشبة تحت الكنبة .. ونظارته فوق الدولاب .. وأخيرا وبعد بحث مستمر .. لقيناه هو شخصيا ممدا أمام باب الحمام .. فأمسك أبي بتلابيبه وصرخ بأعلي صوتة .. البيت ده طاهر .. وهايفضل طول عمره طاهر .. ثم وضع يده علي قلبه في إسلوب مسرحي قديم من أفلام الخمسينيات .. ثم قال : البيت دة متحرم عليك ليوم الدين .. أمشي اطلع بره بيتي يا كلب ..

محمود: بس ماتقولش اطلع برة

تملكني الخوف بشدة .. فكنت أخشي أن يعيش أبي الدور ويكمل العبارة : انت مش ابني .. انت لقيط .. لقيييط .. لكنه لم يفعل .. بل رزع الباب وراء أخي .. ثم ألتفت الينا .. وأخذ يخطب خطبة ثورية جماهيرية تقدمية عصماء .. بدأت بـ : أيتها الإخوتو و الأخوات .. مرورا بـ : لقد فقد بيتنا .. وفقد شارعنا .. وفقدت الإنسانية جمعاء .. رجلا .. من أعفن الرجال ..

ونهاية بـ : انا راجل ديموقراطي .. بس الديموقراطية عندي ليها أنياب .. واللي هاشوفة بيعمل كدة تاني .. هافرمه ..

وانطلق خالد يهدي النفوس ويقول: عندك حق يا بابا .. دي عيال مش متربية .. أنا مش عارف جيل اية المهبب دة .. ياللا انت وهوه خش نام .. واخيرا دخلت أنا واخوتي للنام..

ولكننا استيقظنا بعد فترة علي صراخ أمي وهي جالسة تولول وتقول : ياربي .. حتي الواد الكبير اللي كنت فاكراه عاقل .. هو كمان اتجنن .. بينما وقف خالد في طرف الحجرة بجوار التليفزيون مدلدل الرأس زي تلميذ ابتدائي مسكوه وهو بيزوغ .. فاقتربت منه .. ثم ملت عليه هامسا في أذنه:

مـا دفعتش حاجة .. وكمان بتتفرج ؟! .. يادمك يا أخي ؟! ..



انتظروا الجزء الثالث والأخير ...